غسيل الملائكة
![غسيل الملائكة](https://www.newsday.tn/wp-content/uploads/2021/05/8488-8005-85711335-1409862861336374.jpg)
جمعينا يعلم أن الشهيد لا يغسل ولا يكفن، ولكن أخبرنا النبي صلى هللا عليه وآله وسلم
عن أحد الشهداء غسلته الملائكة بعد أن استشهد في غزوة أحد، فما قصته.
كان – رضي هللا عنه – يريد الزواج لم يجد زوجة ومالا ليتزوج ، فقام الرسول – صلى هللا
عليه وسلم – بجمع له المهر وتزوج ، إنه الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر – رضي
هللا عنه وأرضاه – ، وتزوج من الصحابية جميلة بنت أبي سلول .
وفي ليلة زفافه ، وقبيل الفجر بقليل سمع المنادي ينادي : “ حي على الجهاد “ ، وذلك
للخروج لغزوة أحد ، فقام مسرعا من فراشه وفزعًا ليلحق بركب الجهاد ، حتى أنه نسي أن
يغتسل .
وخرج مع المجاهدين إلى أرض المعركة ، وأشهر سيفه في وجه العدو ، وشاط في رماح
القوم ، وقاتل قتالا شديدا ، قتال من لا يخشى الموت ، حتى كادت المعركة على الإنتهاء
أتته ضربة غادرة ، فوقع شهيًدا رضي هللا عنه وأرضاه .
وبعد انتهاء الغزوة تفقد الصحابة الشهداء والجرحى ، عندها رأى رسول هللا أن الملائكة
تغسل حنظلة ، وقال عليه الصلاة والسلام : “ إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي
عامر بين السماء والأرض ، بماء المزن في صحاف الفضة “ .
قال أبو أسيد الساعدي وهو أحد الصحابة : ذهبنا فنظرنا إليه فإذا رأسه يقطر ماء .
ولما سألوا زوجته عما حدث ، قالت : خرج وهو على جنب لما سمع منادي الجهاد ، ونسي
أن يغتسل .
فسمي من ذلك الحين غسيل الملائكة ، ثم لحدوه ووضعوه في القبر ، وبينما الصحابة
الكرام كانوا يحفرون له قبره ليدفنوه ، رأى سيدنا عمر بن الخطاب بللًا في يديه ، فشمها
فإذا هي رائحة المسك ، وبقيت هذه الرائحة عالقة في يد عمر أسبوعًا أو أكثر ، ثم عفروه
بالتراب .
وحين كان وقت دفن حنظلة ، رأى الصحابة أن سيدنا محمد – صلى هللا عليه وسلم –
كان يمشي على أطراف أصابع قدميه ، فسألوه عن ذلك فقال : “ ما وجدت مكانًا أضع
فيه قدمي من كثرة الملائكة التي غطت بين السماء والأرض “ ، وقال صلى هللا عليه
وسلم : أنه رأى زوجات حنظلة من الحور العين وقد جئن يرحبن به ، ويأخذنه من الدنيا
وتعبها.
ومن ذلك الحين أفتخر الأوس أن رجلا منهم قامت الملائكة بتغسيله .