أخبار اليومسياسة

نتنياهو يقود حكومة مجانين.. وحجارة داود ستنتصر على عربات جدعون

في مشهد سياسي غير مسبوق، يتزعم بنيامين نتنياهو واحدة من أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ “إسرائيل”. ائتلاف من أحزاب دينية يمينية متشددة، ومستوطنين يلهثون وراء تهويد ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، وأجندة داخلية تُدار بمنطق القوة والهيمنة لا الحوار والعقل. حكومة لا تقرأ إلا بلغة العنف، ولا تفكر إلا بمنطق الحصار والهدم والدم.

هذه الحكومة التي توصف حتى في الداخل الإسرائيلي بأنها “حكومة مجانين”، لا تكتفي بفرض قوانين عنصرية أو بتوسيع الاستيطان، بل تسعى إلى نسف أسس القضاء المستقل، وضرب التوازنات السياسية التي حافظت على شكل الدولة لعقود. وقد شهدنا كيف أن التعديلات القضائية المقترحة فجرت احتجاجات غير مسبوقة في الشارع الإسرائيلي، بما في ذلك من مؤسسات الأمن والجيش والقضاء.

لكن جنون هذه الحكومة لا يتوقف عند الداخل، بل ينعكس بشكل أكثر دموية على الشعب الفلسطيني. في الضفة الغربية، تُنفذ عمليات إعدام ميداني، وتقتحم المدن والمخيمات، وتُمارس سياسة العقاب الجماعي دون تمييز. أما في غزة، فالحصار مستمر، والغارات لا تتوقف، والعدوان جزء من خطاب انتخابي دائم.

عربات جدعون.. القوة الغاشمة

“عربات جدعون” ليست فقط رمزًا عسكريًا يستخدمه الاحتلال للدلالة على تفوقه التقني والعسكري، بل أصبحت عنوانًا لمنظومة أمنية متوحشة توظّف الذكاء الاصطناعي، والمراقبة الجوية، والطائرات المسيّرة، والقوات الخاصة، في حرب يومية ضد شعب أعزل.

يظن نتنياهو أن هذه العربات تستطيع كسر إرادة الفلسطينيين، أو إسكاتهم بالقوة. لكنه يتناسى أن داود الصغير، المنتصر بحجر بسيط على جالوت المدجج بالسلاح، ما زال يلهم هذا الشعب في نضاله اليومي. فكل شهيد يولد مقاومًا جديدًا، وكل بيت يُهدم يولّد إرادة لبناء عشرات البيوت، وكل طفل يُقمع في القدس ينمو ليحمل الراية.

حجارة داود.. الرمز والواقع

ليست “حجارة داود” مجرد استعارة، بل رمز لمقاومة الفلسطيني البسيطة، الصلبة، الصادقة. الحجر أمام البندقية، الكلمة أمام البروباغندا، الحقيقة أمام الزيف. ورغم الفارق الهائل في القوة، أثبت الفلسطيني أنه قادر على الصمود، بل وعلى خلق معادلات ردع جديدة.

لقد رأينا كيف أن الانتفاضات الشعبية، والعمليات الفردية، وحتى حملات المقاطعة في الخارج، أربكت العدو وأرعبته أكثر من صواريخ بملايين الدولارات. لأن الاحتلال يعرف أن الخطر الحقيقي ليس في العتاد، بل في الوعي، والإصرار، وشرعية القضية.

الخلاصة: السقوط الحتمي

حكومة نتنياهو الحالية لا تقود فقط “إسرائيل” نحو مزيد من التطرف، بل تدفع بها نحو العزلة والانفجار من الداخل. ومع كل حجر يُرفع في وجه الظلم، ومع كل صوت يُنادي بالحرية، تزداد تصدعات الباطل.

الجنون السياسي لا يصنع استقرارًا، والعربات المدججة لا تهزم إرادة الشعوب. حجارة داود، كما في الميثولوجيا، قادرة على إسقاط كل جدعون جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock