بالفيديو: من فتاة صغيرة بريئة إلى ق،،اتلة الاخطر في العالم ( فيديو)
Réductionمنذ 8 ساعات
2 دقائق
اخطر امراة
تخيل… قاعد تمشي وحدك في الطُرُقْات السريعة، الليل سَاكْت، والدنيا مظلمة مظلمة… الطريق فاضي، ما فمّاش حتى حد… فجأة، تشوف امرأة واقفة في قلب الكيّاس، ما تتحرّكش، كأنها تستنى فيك أنت بالتحديد. شنو تعمل؟ تكمّل؟ توقّف؟ ترجع؟
المشهد هذا ما هوش مجرّد مشهد خيالي من فيلم رعب… هو سيناريو تكرّر بالفعل مع برشا ناس، لكن نهايتهم كانت ماساويّة. خطأهم الوحيد؟ إنّهم صادفوا المرأة الغامضة في الطريق.
امرأة ماضيها مظلم… أسرارها أظلم… وتحولت إلى واحدة من أخطر السفّاحات في تاريخ أمريكا. سَمّاوها “سفّاحة الطريق السريع”، اسم وراه حكاية… وما هيش أي حكاية.
شدّ حزامك، حضّر روحك، وركّب السماعات… لأن اللي باش تسمعو توا، باش يخلي العقل يعجز على التصديق.
أنا أيمن معتوق، وهذه قناتي، ما تنساش تعمل أبوني وتفعل الجرس… خلينا نبدأ حكايتنا.
البداية: شكون هي “سفّاحة الطريق السريع”؟
من بين أخطر القتلة المتسلسلين في التاريخ الأمريكي، تبرز إسم: إيلين ورنوس (Aileen Wuornos). امرأة دخلت كتب التاريخ مش لأنّها كانت مريضة نفسياً فقط، بل لأنها سفّكت دم رجال الشرطة بكل دم بارد، وسابت وراها لُغز حيّر المحققين لسنين.
بين 1989 و1990، أمريكا كانت تهتز مع كل جريمة جديدة: شرطي ملقى مقتول بطلق ناري في الطريق السريع. والغريب؟ ولا واحد من الضحايا دافع على روحو… ما ثماش أي أثر للمقاومة. تقارير الطب الشرعي كانت تقول إنهم انقتلوا وهم مستسلمين.
شنو اللي يصير بالضبط؟ كيفاش امرأة وحدها تنجح تقتل شرطي… بسلاحه؟ من غير مقاومة؟ والأغرب، إنها كانت تحضر في تحقيقات الجريمة، واقفة مع الجمهور، تتفرّج وتسمع كأنها مش هي السفّاحة!
الطفولة اللي خلّقت وحش
إيلين ما تولدتش سفّاحة، لكنها تولدت في جحيم. أبوها كان عمره 16، وأمها 15 وقت جابوها، زوز مراهقين ما عندهم حتى فكرة على المسؤولية. أمها تخلّت عليها، وبوها انتحر في الحبس بعد ما تورّط في جرائم بشعة. النتيجة؟ طفلة كبرت من غير أم، من غير بو، ومن غير حب.
تربّت عند جدها، اللي كان يعاملها كوصمة عار. يضربها، يشتمها، يحرمها من المصروف، ويتّهمها دايمًا إنها “ماشية في ثنيّة أمها”. الوجيعة ما وقفتش هنا: في سن المراهقة، تم اغتصابها من طرف صديق جدها، وهو شرطي، بوجود جدها اللي ضحك وما حرّكش ساكن.
هنا… انكسرت إيلين.
الحقد يتحوّل لدم
تغيّرت. قلبها تحجّر. الحقد على الشرطة كبر معاها، خاصة بعد ما صار معاها برشا مواقف إذلال وتحرش في مراكز الأمن. شافت في رجال الشرطة رمز للقهر، للتحرش، للظلم… وبالنسبة ليها، كل بوليسي يستحق القصاص.
هكذا تحوّلت إيلين من ضحيّة إلى جلاّدة.
كانت تستعمل جسدها كطُعم، توقف على الطريق السريع، تظهر في شكل “امرأة تائهة تحتاج مساعدة”. وبمظهرها المغري، كانت تلفت انتباه رجال الشرطة، تعرض عليهم يقضّيو معاها الليلة… وفي لحظة غفلة، تسحب سلاحهم… وتطلق النار.
تقتل وتمشي، وكأنها ما عملت شيء.
لكن، شنو السبب الحقيقي؟ علاش رجال الشرطة بالذات؟
السبب الحقيقي مش بس انتقام. كان فمّا شرارة أولى: البوليسي اللي اغتصبها وهي صغيرة. هذاك الحدث رسم في مخيّلتها صورة نمطية لكل شرطي. كل واحد منهم، في عينيها، كان يشبه ذاك اللي دمرّها.
وكانت مقتنعة إنها قاعدة “تنقّي العالم” من ناس فاسدين. السفّاحة ما كانتش تشوف نفسها مجرمة، بل “منتقمة”.
الحب اللي جا متأخّر…
في عزّ سلسلة جرائمها، وفي لحظة ما كانش حد يتوقّعها، لقات إيلين راجل كبير في السن، محترم، سمع حكايتها وتأثر. حبّها. عرض عليها الزواج. ووعدها بحياة جديدة نظيفة. وقتها، قرّرت تبطّل القتل.
لكن… فات الفوت.
الشرطة شدّتها، والتحقيقات كشفت كل شيء. وقت بثّوا الحوار معاها في التلفزة، الناس تصدّمت… لكن الغريب؟ برشا تعاطفوا معاها. فهموا الخلفية النفسية، الطفولة المعذّبة، وشافوها مش سفّاحة باردة، بل إنسانة كانت ضحيّة قبل ما تولي جلاّدة.
النهاية
إيلين ورنوس تعدّمت بالإعدام سنة 2002، بعد ما اعترفت بقتلها لسبعة رجال (أغلبهم شرطة). لكن تبقى قصتها واحدة من أكثر القصص صدمة في عالم الجريمة، لأنها تطرح سؤال كبير:
هل المجرمين يتولدوا سفّاحين؟ ولا المجتمع هو اللي يصنعهم؟