
قصة الخوارج ونشأة العنف باسم الدين
الخوارج هم إحدى الحركات السياسية والدينية التي ظهرت في التاريخ الإسلامي خلال القرن الأول الهجري، تحديدًا في فترة الخلافة الراشدة وبعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان. يعود أصل اسم “الخوارج” إلى الفعل “خرج”، أي “الخروج”، وذلك لأنهم خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب خلال معركة صفين في عام 657 م.
نشأة الخوارج وأسباب ظهورهم
تأسست حركة الخوارج على رفضهم للتحكيم الذي تم بين الإمام علي ومعاوية بن أبي سفيان، حيث اعتبروا أن الحكم لا يجب أن يكون إلا لله وحده، ولا يجوز للناس التدخل في ذلك. هؤلاء الخوارج اتهموا عليًا بالظلم والخيانة، واعتبروا أن من ارتكب معصية كبيرة يجب قتله حتى لو كان من أهل البيت أو الصحابة.
تطور الفكر الخوارجي
تميز الفكر الخوارجي بالتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية، ورفضهم لأي تسوية سياسية أو اجتماعية لا تتماشى مع فهمهم المتشدد للدين. هذا التشدد قادهم إلى اعتماد العنف كوسيلة لتحقيق أهدافهم، فبدأوا بقتل من يختلف معهم، ورفضوا الاعتراف بشرعية أي حاكم لا يطبق شريعتهم الحرفية.
العنف باسم الدين
شكلت حركة الخوارج بداية استخدام العنف المنظم باسم الدين كوسيلة للسيطرة أو التغيير السياسي. فقد قاموا بعمليات اغتيال وفتن داخل المجتمع الإسلامي آنذاك، مما سبب اضطرابات كبيرة في الدولة الإسلامية الناشئة. ومن هنا بدأت ظاهرة العنف باسم الدين التي استمرت عبر التاريخ الإسلامي والعالمي، حيث تم توظيف الدين أحيانًا لتبرير العنف والإرهاب.
تأثير الخوارج على التاريخ
رغم أن حركة الخوارج لم تستمر كقوة كبرى لفترة طويلة، إلا أن تأثيرها الفكري كان عميقًا، حيث شكلت نموذجًا لتطرف ديني يستخدم العنف بشكل مفرط. ولا تزال بعض الجماعات المتطرفة اليوم تستند إلى بعض أفكار الخوارج في مواقفها المتشددة، مما يجعل دراسة هذه الحركة ضرورية لفهم جذور التطرف الديني المعاصر.